الاثنين، 13 أبريل 2009

حساسية الربيع .. الاسباب والعلاج

لقد نشر هذا البحث الدكتور سالم الخفاف .السويد/مالمو
مقدمة:
من المفاهيم العلمية المبسطة والمختصرة للحساسية هو ردة فعل جسم الإنسان عبر جهازه المناعي عند تعرضه لأجسام غريبة ومؤثرة أودخولها من خلال الجهاز التنفسي أو الهضمي أو العينين وفي أحيان أخرى تماس تلك المؤثرات مع الجلد .
تؤدي هذه الجزيئات والذرات المحسسة إلى تنشيط مراكز وخلايا متخصصة في الجسم البشري وتحفزها لإفراز مادة الهستامين والتي إليها يعود مطلق أعراض الحساسية مهما إختلفت مسبباتها أو تباين موضعها من جسم الإنسان .
لقد أثببت الدراسات العلمية الأخيرة ما للوراثة والعامل النفسي من دور مهم وفعال في إستعداد بعض الأشخاص دون غيرهم للإصابة بشكل أو بأخر من أنواع الحساسية , وما هو طريف ومدعاة للإنتباه في هذا المجال إن إعتماد الأطفال على الرضاعة الإصطناعية يزيدهم مستقبلا ً إستعدادا ً للتعرض للحساسية وهذه دعوة صارخة وصادقة للإعتماد على رضاعة الأم الطبيعية لما تعطي أطفالنا الأعزاء من مناعة ومقاومة للأمراض إضافة للحنان الذي لا يعوض .
لا بد من التنويه أن الحساسية ممكن أن تحدث في كل فصول السنة وتصيب مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين فهي وبكل أشكالها منتشرة عبر العالم .
الأصناف :
بعد هذه المقدمة البسيطة وللدخول في صلب موضعنا يمكننا مجازا ً تصنيف الحساسيةوبالإستناد إلى مسبباتها إلى :
1 . الحساسية الغذائية والمتأتية في اغلب الأحيان من تحسس الجهاز الهضمي لبعض المواد الغذائية كالبيض والسمك والموز , كما والتحسس للمكسرات كالفستق والجوز واللوز في أحيان أخرى وعند أناس أخرين وهناك تحسس من تناول الحنطة والصويا وهو ما نلاحظة عند نفر من الأطفال , أما أعراضها فتظهر على شكل مغص معوي وغثيان وصداع ويمكن أن يصحبه قيئ وإسهال .
2 . الحساسية الكيميائية وتلك على سبيل المثال لا الحصر بعد التعرض للمطاط ومواد التنظيف ومواد التجميل ومزيلات الشعر وحتى بعض أنواع العطور وتكون أعراضها الحكة والطفح الجلدي أو العطاس وإحمرار العينين ,أما في حالة أصابة الجهاز التنفسي فتكون أعراضها صعوبة وضيق النفس والسعال , خفقان القلب وألم الصدر
3 . الحساسية الدوائية وغالبا ً ما تحدث بعد التعرض إلى حقن البنسلين الأتروبين , الأسبرين أو اللقاحات في أحيان أخرى .
4 . حساسية الحشرات ولسعات النحل والتعرض لزغب الحيوانات الأليفة كالكلاب والقطط والأرانب وهناك حالات من التحسس لكائنات بيتية دقيقة مجهرية والتي تعيش في مختلف نواحي البيوت وزواياه وفي السجاد والمفروشات وتسمى ( عِث الغبار ) .
5 . الحساسية الموسمية والتي تحدث عادة عند التغيرات والتقلبات المناخية وفي معظم الحالات حين حلول فصل الربيع ولذلك يطلق عليها الحساسية الربيعية وذلك حينما تتفتح الأزهار وتنتشر روائحها ولقاحاتها وكذا طلع الغبار والتي بعد دخوها للعينين تظهر أعراض الحكة والإحمرار والدمعان وكذا حكة الأنف والعطاس والسيلان والصداع وضعف حاسة الشم أما عند أناس أخرين تظهر أعراض الربو القصيبي .
الوقاية :
تتمثل الوقاية من أغلب أنواع الحساسية في تحديد العامل المسبب وتجنبه قدر الإمكان وللقاحات الخاصة دور هام ونافع .
العلاج :
أغلب طرق العلاج تخفف من شدة الأعراض المزعجة في كل الحالات وقد تكون شافية تماما ً في حالات أخرى وتشمل إجراءات خاصة بالإضافة إلى تناول مواد طبيعية أو فيزيائية وأخرى صيدلانية تحت إشراف طبي متخصص ومباشر مما قد يساعد على الشفاء التام أو التخلص من الحساسية وأعراضها ولفترات طويلة ومتباعدة .
من تلك السبل والعقاقيرالعلاجية مايلي :
أ – الإبتعاد وتفادي التعرض للمواد المؤثرة والمسببة للحساسية والتخلص منها إن وجدت .
ب- الأدوية المهدئة كقطرات الأنف والعين , مضادات الإحتقان وبخاخات الإستنشاق الموسعة للقصيبات الهوائية وكذلك مضادات الهستامين .
في السنوات الأخيرة توسع إنتشار الكورتزون ومشتقاته في معالجة أغلب ضواهر التحسس . ومن الجدير بالذكرما لدورالطب البديل والتداوي بالنباتات والأعشاب الطبييعية كالبصل وزيت الخروع وما لفيتامين س من دور في تقوية جهاز المناعة .
وأخيرا ً وليس أخرا ً للقاحات الخاصة والوخز بالإبر والتداخل الجراحي دور ثابت وهام من خلال البحوث والتجارب .
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق