الاثنين، 13 أبريل 2009

دراسة مصرية حديثة

استنشاق الكورتيزون لمرضى حساسية الصدر يجنبهم الإصابة بضغط الدم والبول السكري
أكدت دراسة طبية مصرية ان العلاج الموضعي باستنشاق الكورتيزون هو العلاج الأمثل لمرضى حساسية الصدر بدلا من العلاج بالحقن أو عن طريق الفم، وذلك لتجنيب هؤلاء المرضى الاصابة بمرض ضغط الدم أو البول السكري اذا كان لديهم الاستعداد الوراثي واستمر العلاج بالكورتيزون سواء عن طريق الحقن أو الفم أكثر من عامين.
ويقول استاذ الأمراض الباطنية والمناعة بكلية الطب بجامعة عين شمس الدكتور ماجد رفعت لـ «الشرق الأوسط»: انه رغم استخدام عقار الكورتيزون منذ فترة طويلة لعلاج حساسية الصدر نظرا لآثاره المفيدة في تقليل الالتهاب المناعي المصاحب للربو الشعبي وتقليله لأعراض الحساسية مما يؤدي الى التحسن الملحوظ في التنفس ونوبات السعال، إلا انه كأي دواء يسبب بعض المخاطر والآثار الجانبية. مؤكدا انه اذا اعطي مريض حساسية الصدر دواء الكورتيزون عن طريق الفم أو الحقن ولفترات طويلة فإنه يجعل الحساسية الصدرية تعتمد عليه اعتماداً كلياً، وهو الأمر الذي يجعل المريض بعد حوالي عامين من استخدامه يصبح في حالة غير مستقرة فيضطر الى استخدام الكورتيزون بجرعات أكبر مما يقود الى مخاطر صحية كبيرة لمريض حساسية الصدر كأن يصاب بمرض ارتفاع ضغط الدم ومرض البول السكري، خصوصا اذا كان لدى المريض استعداد وراثي لذلك. الى جانب تزايد مشكلة هشاشة العظام والتهاب المعدة والاثني عشر، واذا كان مريض الحساسية طفلاً فإن نموه سوف يتأثر كثيراً من هذا النظام العلاجي.
ويذكر الطبيب المصري ان هؤلاء المرضى يمكن انقاذهم من هذا الخطر عن طريق برنامج تدريجي يستمر ما بين شهر وشهرين، وذلك بتقليل تدريجي لعقار الكورتيزون بأن يعطى بالفم جرعات تقل خلال هذه الفترة مع الاعتماد على أدوية اخرى وبجرعات مرتفعة نوعاً ما حتى لا تحدث مشاكل تنفسية للمريض كاستعمال موسعات الشعب الهوائية ومضادات الحساسية، وفي ذات الوقت تكثيف العلاج بالاستنشاق عن طريق بخاخات الصدر ومنها بخاخات الكورتيزون التي تعطى على فترات متقطعة وجرعات متعددة طوال اليوم. مؤكدا ان هذا العلاج الموضعي بالاستنشاق هو العلاج الأمثل لحالات حساسية الصدر لأنها تركز الدواء في الصدر دون امتصاص يذكر لباقي اجهزة الجسم فضلا عن انها توجه الدواء المطلوب الى الرئتين وهو الأمر الذي يؤدي الى تحسن حالة الحساسية الرئوية لدى المريض بصورة فعالة. مشيراً الى انه بعد هذه الفترة من العلاج الموضعي فإن الكورتيزون بالفم أو عن طريق الحقن يكون قد توقف تماما ويتم الاكتفاء بجرعات العلاج الموضعي بالاستنشاق للكورتيزون وموسعات الشعب الهوائية بالجرعات المعتادة.
ويؤكد العالم المصري انه يتم كذلك اتباع وسائل اخرى لضمان عدم العودة الى جرعات الكورتيزون الكبيرة أو ما يعرف بمنع ظاهرة الارتداد، وذلك بمحاولة معرفة سبب الحساسية ومنع هذا السبب الأمر الذي يمكن أن يؤدي الى علاج نهائي لمشكلة الحساسية.
ويتم ذلك باجراء اختبارات لها تؤدي الى التوصل لسبب الحساسية عند المريض سواء كان السبب نوعاً معيناً من الغذاء فيتم منع تناوله أو كان أحد العناصر البيئية كاستنشاق الأتربة أو حشرة الفراش. وباعطاء المريض الأمصال المضادة لهذه العناصر يمكن جعل الحساسية الصدرية تختفي تماماً. موضحاً ان علاج مسببات الحساسية يعد الحل الأمثل على الاطلاق لجميع حالات المرض، اذ يمكن من خلاله الاستغناء عن هورمون الكورتيزون بالفم أو الحقن وتؤخذ أقل جرعة منه موضعياً بالاستنشاق من دون أعراض جانبية تذكر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق